تاريخ النقابة :
تاريخ ينطوي على كثير من الدفء والغنى والعمل والاجتهاد والشفافية والحيوية في العمل الهندسي تحدث عن بداية مهنة الهندسة في سورية بعدد محدود من المهندسين وما أسهموا به من منجزات هندسية بارزة غدت رمزاً للبلد وسمة من سماته التي تدل عليه.
يبدأ بصدور المرسوم التشريعي رقم ( 19 ) لعام 1950، القاضي بتنظيم مهنة الهندسة في سورية، وبتأسيس ثلاث نقابات للمهندسين وهي نقابة المنطقة الجنوبية ومقرها دمشق وتشمل محافظات حوران والسويداء وحمص وحماة، ونقابة المنطقة الشمالية ومقرها حلب وتشمل الحسكة، دير الزور، إدلب، الرقة، ونقابة المنطقة الساحلية ومقرها اللاذقية وتشمل اللاذقية وطرطوس.
كما حدد أربعة اختصاصات للتسجيل في النقابة هي: الهندسة المدنية، والهندسة المعمارية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية.
بدأ العمل النقابي والمهني قبل صدور المرسوم (19) بتجمع مجموعة من المهندسين الشباب، ومن بينهم منيب الدردري وعبد الرزاق ملص وخليل الفرا، وشكلوا جمعية المهندسين بدمشق. كانت تجري اجتماعات خاصة فيما بينهم في المكتب الخاص للمهندس خليل الفرا، وفي ذلك الوقت كان عدد المهندسين أقل من 200 مهندس، منهم نحو 30 مهندساً بدون شهادة يمارسون المهنة منذ زمن الانتداب الفرنسي، استمروا في عملهم حتى حصولهم على شهادة عمل من النقابة. وأطلق عليهم آنذاك المهندسون المتدربون. وبإصرار المهندسين الشباب وحماستهم بدأ العمل لتأسيس النقابة، وللحصول على ترخيص من وزارة الداخلية لتأسيس نقابة المهندسين بدمشق.
بعد صدور موافقة وزارة الداخلية اجتمع المهندسون وأجمعوا الرأي على اختيار المهندس مختار دياب ليكون النقيب الأول لنقابة المهندسين، وهكذا أصبح لمهندسي دمشق نقابة سميت نقابة المهندسين بدمشق.
في الاجتماع الأول الذي عقدته النقابة في مكتب المهندس مختار دياب تمت مناقشة الأمور التي يجب بحثها، واتخاذ القرارات المناسبة لها، وتم إقرار جدول أعمال مؤلف من أربعة بنود:
-
مقر النقابة.
-
موارد النقابة المالية.
-
السعي لانتساب المهندسين العاملين في مختلف دوائر الدولة إلى النقابة.
-
الوضع الاجتماعي للنقابة.
مقر النقابة:
كان مكتب المهندس خليل الفرا مقراً للنقابة، وكان عبارة عن غرفتين مع بهو واسع، في شارع العابد مقابل مبنى المجلس النيابي.
المصادر المالية للنقابة:
تم تحديد كل من رسم الانتساب للنقابة والرسم السنوي، وكان لابد من إيجاد مورد مستمر، لذا تم فرض رسم على المصورات المقدمة للترخيص بمعدل خمسة قروش سورية لكل متر مربع، يدفعها المهندس من أتعابه.
انتساب المهندسين الموظفين في الدولة بوزارة الأشغال العامة وبلدية دمشق، ومؤسسة عين الفيجة، ومؤسسة الكهرباء وسواها. وكان الأمر يحتاج لصدور قانون بذلك، وبعد مضي عدة أشهر صدر القانون، وسمح لجميع الموظفين العاملين في الدولة ومختلف مؤسساتها بالانتساب للنقابة، ونشر القانون في الجريدة الرسمية، وأخذ المهندسون الموظفون يقدمون طلباتهم مرفقة بصورة عن شهاداتهم، وأخذ العدد يتصاعد إلى ما يزيد عن خمسين مهندساً.
بحث الوضع الاجتماعي:
كان لابد من دراسة وضع النقابة بهدف أن يتماثل وضعها مع كل من نقابة الأطباء والمحامين والصيادلة، فقام المهندس مختار دياب بمقابلة الأمين العام للقصر الجمهوري آنذاك، وعرض عليه الموضوع لتصبح نقابة المهندسين في مستوى النقابات الثلاث في قائمة التشريفات بالقصر الجمهوري.
مارس المهندسون في سورية العمل الهندسي من خلال نقاباتهم الثلاث منذ الولادة في العام 1950، حتى قيام الحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني ( نوفمبر) 1970.
وفي إطار تنظيم المجتمع، وتعبئة إمكانات جميع أبناء الوطن وطاقاته في منظمات شعبية ونقابات علمية مهنية، صدر القانون رقم (17) لعام 1973، الذي وحد هذه النقابات في نقابة للمهندسين واحدة مركزها دمشق، ولها فروع في كل من المحافظات السورية، وكان أول نقيب للمهندسين السوريين على مستوى النقابة المركزية هو المهندس سميح فاخوري.
حددت أهداف النقابة بالقانون رقم (17)، وهي أهدافٌ وطنيةٌ لبناء وتطوير الوطن الصغير سورية، وأهداف قومية لتطوير الوطن العربي الكبير.
أضيفت بموجب القانون (17) أقسام هندسية جديدة لممارسة مهنة المهندسة هي: الهندسة الكيميائية، وهندسة الجيولوجيا والمناجم والبترول والتعدين، والهندسة الفيزيائية، وهندسة الصناعات النسيجية.
كما عرف القانون مهنة الهندسة بأنها " فن تفهم قوى وموارد الطبيعة والتحكم فيها، وهي ذات غايات قومية وإنسانية، تساهم مساهمة فعالة في بناء المجتمع وتطويره ".
وتعزيزاً لدور نقابة المهندسين في المجتمع، وتطويراً لأهدافها، ومجالات عملها صدر القانون رقم (26) لعام 1981، الذي عرف النقابة بأنها " تنظيم مهني اجتماعي مؤمن بأهداف الأمة العربية، ملتزم بالعمل على تحقيقها ".
كما أحدث هيكلية متطورة جديدة للقيادة النقابية، يشارك فيها ممثلون عن المهندسين من مختلف مواقع العمل. كما أضيف قسمان هندسيان جديدان بموجب هذا القانون هما: الهندسة الصناعية والصناعات، وقسم الهندسة الاقتصادية.
وفي سنة 1993 صدر المرسوم التشريعي رقم (13) الذي عدل بعض أحكام القانون رقم (26) لعام 1981، فأصبحت مدة الدورة الانتخابية خمس سنوات بعد أن كانت أربع سنوات.
بعد صدور القانون رقم (26)، وضع المؤتمر العام للنقابة مجموعة كاملة من الأنظمة، عممت على الجهات العامة للعمل بها، وهي الأنظمة الآتية:
-
النظام الداخلي للنقابة.
-
النظام المالي والمحاسبي للنقابة.
-
نظام مزاولة مهنة الهندسة.
-
أصدر مجلس النقابة أنظمة مزاولة المهنة للأقسام الهندسية ولبعض اختصاصاتها، وهي: الهندسة المدنية ( ولاختصاصات هندسة ميكانيك التربة والأساسات، هندسة المساحة، الهندسة الصحية )، الهندسة المعمارية، الهندسة الكهربائية، الهندسة الميكانيكية، الهندسة الجيولوجية، الهندسة الكيميائية، الهندسة البيئية.
-
نظام المسابقات المعمارية.
-
نظام مزاولة مهنة الهندسة في مجال تقديم الخبرات والتحكيم.
-
النظام الأساسي لصندوق إعانة الشيخوخة والوفاة.
-
نظام صندوق الضمان الصحي للمهندسين.
-
النظام الأساسي لصندوق تكافل المهندسين.
-
النظام الداخلي لخزانة تقاعد المهندسين. وذلك بعد صدور القانون رقم (20) تاريخ 30/11/1989، المتضمن إحداث خزانة واحدة في نقابة المهندسين بدلاً من مؤسسات خزانات تقاعد المهندسين الثلاث ثم صدر القانون رقم 23 لعام 2005 القاضي بتعديل المرسوم 125 لعام 1961، وصدر المرسوم رقم 23 لعام 2009 القاضي بتعديل مادتين من القانون (23).
-
أصدر مجلس إدارة الخزانة الأنظمة المالي والمحاسبي والنظام الداخلي تنفيذاً للقانون (23) لعام 2005.
كما أصدرت النقابة بتاريخ 10 /6 /2008، النظام الأساسي لجمعية المعماريين السوريين من أجل تطوير الهندسة المعمارية ورفع مستواها العلمي، وتطوير قدرات المهندس المعماري العربي السوري، ورفع مستواه علمياً ومهنياً وفنياً وثقافياً.
في عام 2009 أصدر السيد وزير الاسكان والتعمير ثرار تعديل النظام الداخلي بما يتوافق مع القانون (23). وفي العام 2009، صدر المرسوم رقم (126) القاضي بإضافة أقسام هندسية جديدة إلى باقي الأقسام الهندسية وهي قسم الهندسة الطبية وقسم الهندسة المعلوماتية.
في عام 2010 صدر المرسوم التشريعي رقم (80) القاضي بتنظيم مهنة الهندسة في الجمهورية العربية السورية.
كما أن نقابة المهندسين عضو فعال في اتحاد المهندسين العرب، شاركت في جميع نشاطاته ولقاءاته، وهي عضو فعال في الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، وفي الاتحاد الدولي للمعماريين، كما أن النقابة عضو في اتحاد المساحين الدولي، وعضو منتسب في الاتحاد الدولي للاستشاريين.
شارك المهندسون مشاركة فعالة في التنمية الشاملة، وكان لهم الدور الأكبر في تصميم المشاريع وتنفيذها، فنرى هنا وهناك مشاريع هندسية عملاقة تتحدث عن ذاتها، تحكي دور المهندس العربي السوري في بناء سورية الحديثة.